الأحد، 27 أبريل 2014

هل تأسف الله في نفسه على فرعون وقومه بعد الإنتقام منهم ؟

 هل تأسف الله في نفسه على فرعون وقومه 
بعد الإنتقام منهم ؟
والجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَ‌قْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾ }
صدق الله العظيم [الزخرف]
وبقي السؤال عن بيان الأسف في النفس وأجد بيانه المقصود في الكتاب 
أنه الحزن في النفس، وقال الله تعالى:
{ وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾ } صدق الله العظيم [يوسف]
ونستنبط من هذه الآية البيان الحق من الأسف في النفس أنه يقصد به 
الحزن في النفس على شيء ما،وكذلك نستنبط البيان المقصود من الأسف 
في قول الله تعالى:
{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً }
 صدق الله العظيم [الكهف:6]
والسؤال الذي يطرح نفسه :
فهل التأسف هو ذاته التحسر في النفس؟
ونجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } 
صدق الله العظيم [فاطر:8]
ولكن الحسرة في نفس الله أعظم على عباده الذين ضل سعيهم وأعرضوا عن دعوة رسل ربهم فدعوا عليهم فأصدقهم الله ما وعدهم فأهلك عدوهم ومن ثم جاءت الحسرة في نفس ربهم عليهم بعد أن جاءت الحسرة في أنفسهم على ربهم الذي فرّطوا فيه وعبدوا ما دونه، وقال الله تعالى:
{ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [يس]
والسؤال الذي يطرح نفسه :
لماذا حسرة الله على عباده المعرضين لهي أشد وأعظم من حسرة مُحمد رسول الله على المُعرضين عن دعوة الحق من ربهم؟
والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
  صدق الله العظيم [يوسف:64]
وبسبب درجة الرحمة في نفس الله من أعلى أرقام الرحمة في النفس وفي ذلك سر حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم ولم يتخذوا السبيل سبيل ربهم بسبب ضلالهم عن الصراط المستقيم، ولا نقصد أن الله نادم على ما صنع بهم سبحانه كما يزعم ضياء وإنما يندم من أخطأ، ولكن الله لم يندم على تعذيبه لهم كونه لم يظلمهم شيء بل هم ظلموا أنفسهم، وإنما الحسرة في نفس الرب على ظلمهم لأنفسهم فكانوا من المعذبين وبرغم أن الله لم يظلمهم شيء ولكن ما أصابهم لم يكن هين في نفس الله أرحم الراحمين، ولذلك يقول:
{ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [يس]
إذاً يا عباد الله المؤمنين الذين يحبهم الله ويحبونه فكيف سوف تهنأون بنعيم الجنة وحورها وأحب شيء إلى أنفسكم متحسرٌ حزينٌ أسفاً على القوم الضالين المعرضين عن دعوة رُسل ربهم إليهم ويعبدون غير الله قربة إلى الله ويحسبون أنهم مهتدون؟
فلا تدعون الله بهلاك الذين لا يعلمون أنهم على ضلال مبين واصبروا عليهم ولا تعجّلوا عليهم بالهلاك عسى الله أن يهدي الناس جميعاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِ‌عَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِ‌يبًا مِّن دَارِ‌هِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٣١﴾ } صدق الله العظيم [الرعد]
فهل تعلمون المقصود بقول الله تعالى:
 { حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } صدق الله العظيم؟
وذلك إظهار المهدي المنتظر خليفة الله على البشر من بعد الحوار 
وتحقيق الإيمان بآية العذاب الأليم.. واستغفروا الله إنه هو الغفور الرحيم،
وما كان الله ليعذب المستغفرين تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
 صدق الله العظيم [الأنفال:33]
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق