الأحد، 7 ديسمبر 2014

هل تموت الروح كما يموت الجسد؟

 
هل تموت الروح كما يموت الجسد؟
 والجواب لأولي الألباب:
 بل مات الجسد بفراق الروح لكون الروح هي سرّ الحياة وهي أصل الإنسان، فهي التي تملك القدرة على البصر والسمع والشم والطعم،
 وهي التي تحمل الجسد فتحركه حسب ما يشتهي إنسان الروح، فإذا تلف الجسد تغادره ولكنها لم تمُت.
 ونضرب لكم على ذلك مثلاً أرواحُ الشهداء.
 قال الله تعالى:
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ ربّهم يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}
صدق الله العظيم [آل عمران
برغم أن أجساد الشهداء مقتولة وهم أمواتٌ بين أيديكم تصلون عليهم ولكنهم في الحقيقة غير موجودين بين أيديكم
 بل أحياء عند ربّهم يرزقون، وإنما تُصلّون على جسده الميّت.
أما كلمة القدرة الحيّة التي لا تموت فتجدونها تواصل الاستمراريّة في الحياة.
ولذلك قال الله تعالى:{خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، كمثال امشِ فمشى.
وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين:
"ولكن فقط أرواح الشهداء لا تموت مستمرة في الحياة تكريماً لهم" .
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
قال الله تعالى:
 
 
{وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ
 تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب} 
صدق الله العظيم [غافر:45]، 
ألم تجد أرواح آل فرعون كذلك مستمرة في الحياة من بعد أن غرقوا؟
 وبل ماتت أجسادهم التي تخصّ كلمات القدرة على الخلق،
 وأما كلمة القدرة الروحيّة :
  فمستمرةٌ في الحياة منذ أن قال الله كن فيكون فلا تزال مستمرة في الحياة منذ أن خلق الله آدم وذريته من الأرض جميعاً قبل أن يكونوا أجِنَّةً في بطون أمهاتهم، والروح التي هي من قدرة الله كن فيكون لا تزال مستمرة في الحياة فلا تنسوا ضرب مثل (امشِ فمشى) وكذلك (كن فيكون).فهل فهمت السّر لماذا لم يجعل الفعل مضى وانقضى؟
 كون حبيبي في الله محمود العامر أدهشه قول الله (كن فيكون) برغم أن الله يتكلم عن فعلٍ مضى وانقضى في نظركم، ومن ثم تبيّن لكم أن كلمة فيكون كذلك تفيد الفتوى بالاستمرار في الحياة إلى مالا نهاية،فتذكروا قوم نوحٍ فهل انتهت حياتهم؟
والجواب:

  بل انتهت حياة أجسادهم بفراق كلمة روح الحياة وتجدوهم في استمرارٍ 
في الحياة وإنما انتقلوا إلى الحياة البرزخيّة. ولذلك قال الله تعالى:
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)}
صدق الله العظيم [نوح]
ومثلهم آل فرعون. قال الله تعالى:
{ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾}
صدق الله العظيم [غافر]
وتبيّن لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى:
 {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} 
صدق الله العظيم،
 كون سؤال محمود العامر قال:
 "بما أن ذلك فعل قد مضى وانقضى فلماذا لم يقل الله تعالى فقال له كن فكان 
كونه فعل قد مضى وانقضى"؟
ولذلك بيّن لكم صاحب علم الكتاب السبب لقول الله تعالى: {فَيَكُونُ}
 صدق الله العظيم.
وأضرب لكم على ذلك مثلاً:
 فلو أن أحدكم لديه اثنين من السيوف فأعطى لصديقه سيفاً يدافع به عن نفسه، وفي يوم من الأيام أرد أن يردّه لصاحبه فقال صاحبه دعه (يكون) عندك حتى تشتري لك سيفاً، وتبين لكم الفهم اللغوي لكلمة فيكون أنها كذلك تفيد فهم الاستمراريّة، ولذلك قال صاحب السيف دعه (يكون) عندك حين أراد أن يرجع له سيفه الذي استعاره منه فقال له دعه يكون عندك، ويقصد بقاء السيف عند صديقه وكذلك الروح باقيةٌ من بعد موت الجسد.وربّما لا يفهم هذا البيان إلا قليلٌ من الأذكياء بل فقط الأشد ذكاءً ولا نلوم على الآخرين عدم فهمهم كون أمر الروح مسألة في غاية التّعقيد،
((ألا وإنّ كلمة قدرة خلق الجسد والروح من أمر الله كن فيكون وأحدهم يكون
إلى قدرٍ معلومٍ فينتهي وهو الجسد والأمر الآخر إلى ما لا نهاية،))
وضربنا لكم على ذلك مثلاً في أرواح شهداءٍ أبرارٍ وأرواح كفارٍ فتجدونهم حقاً لم يموتوا حتى ولو كنتم تنظرون إلى أجسادهم الميّتة، ولكنكم وجدتُم في الكتاب أن الشهداء حقاً لم يموتوا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون، وإنما صليتم على أجسادهم الميِّتة ولكن أرواحهم مستمرة في الحياة، وكذلك أرواح الكفار مستمرةٌ في الحياة من بعد موت أجسادهم فهم لا يزالون مستمرون في الحياة حتى هذه الساعة، وأمر الروح يختص بسرّ القدرة الربانيّة إلى مالا نهاية، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، والعقل عدو لما جهل.وأضرب لكم على ذلك لغزاً لنجعله مثلاً ينفر منه العقل بادئ الأمر بسبب أنه يجهل فهمه حتى إذا فهمه العقل تقبله بكل سهولة.
( فمثلاً لو أقول: حلال حرّمه الله وأحلّه، ولو أقول: حرامٌ حرّمه الله وأحلّه )
فسبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون،
 وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

أنا المهديّ المنتظَر لا كذب يا طالب العلم ويا معشر عُلماء الأمَّة.

  أنا المهديّ المنتظَر لا كذب يا طالب العلم ويا معشر عُلماء الأمَّة..
بسم الله الرحمن الرحيم،
 وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
إلى أخي الكريم طالب العلم وكذلك إلى جميع عُلماء المُسلمين من الذين اطلعوا على بيان القرآن الحقّ في الإنترنت العالمية أو تسلمت لهم نسخ منه، اتقوا الله وجميع المُسلمين في ذمتكم لئن صدقتم صدقوا ولئن كذبتم كذبوا فإن كنتم ترونَني على الحقّ فلا تصمتوا والساكت عن الحقّ شيطانٌ أخرسٌ، وإن كنتم ترونَني على ضلالٍ مُبينٍ فكذلك لا ينبغي لكم الصّمْت حتى لا يُضِلّ المدعو ناصر اليماني المسلمين إن كنتم تروني على ضلالٍ مُبينٍ، فذودوا عن حياض الدين إن كنتم صادقين، ولكن للأسف إني أرى بعض عُلماء المُسلمين يحاورني فيجادلني في الدين حتى إذا غلبته بالحقّ انسحب ولم يعترف بشأني بعد ما تبين له أنّ الله حقاً زادني على جميع علماء الأمَّة بسطةً في علم الكتاب القرآن العظيم.
وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ أكرر فأقول:
 إنّني لم أقل بأنّني المهديّ المنتظَر من ذات نفسي؛ بل أفتاني في ذلك جدي محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولكن محمداً رسول الله يعلم بأن الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌ ولذلك جعل بإذن الله برهان التصديق للرؤيا أنه ما جادلني أحدٌ من علماء الأمَّة من القرآن العظيم إلاّ غلبتُه بالحقّ، فإن رأيتم يا معشر المُسلمين بأنه حقاً لا ترون عالماً يجادلني من القرآن إلاّ غلبتُه بالحقّ فقد تبين لجاهلكم وعالمكم التصديق للرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي في الحوار فلا ينبغي لكم أن تصمتوا عن الحقّ وتلك حجة لله عليكم أن يُصدق الله الرؤيا بالحق، وإلى متى الصمت عن الحق؟
ويا معشر المسلمين 
كونوا شُهداء بالحقّ بيني وبين عُلمائكم فإن رأيتموهم غلبوني بعلمٍ وسُلطانٍ مُنيرٍ فقد كفّوا عن المسلمين شري حتى لا أُضِلَّ الأمَّة، وإن رأيتم أنّ الله قد جعلني المُهيمن عليهم بسلطان العلم من القرآن العظيم فقد تبين لكم أني حقاً المهديّ المنتظَر،
 وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني أفتي بما يلي:
أولاً:
  في شأن عقيدتكم في عذاب القبر أنه في حُفرة الجسد فأنكر ذلك جُملةً وتفصيلاً، ولم ينزل الله في ذلك من سُلطان في القرآن العظيم بل ينفيه القرآن ويؤكد العذاب من بعد الموت للمجرمين منكم على الروح في النار من دون الجسد في الحياة البرزخيّة إلى يوم يبعثون.
 
ثانياً: 
  في شأن عقيدتكم في صحة الروايات لفتنة المسيح الدجال بأن الله يؤيّده بالمعجزات فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويُحيي الموتى فيفلق الرُجل إلى نصفين فيمر بين الفلقتين ومن ثم يبعثه حياً 
بمعنى: أنه يُحيي الموتى كما تزعمون، ولكني أنكر ذلك جُملةً وتفصيلاً. فإنّ الله لا يؤيد بآيات المعجزات للتصديق لأهل الباطل وكأنه يريد لعباده الكفر؛ بل يؤيد بآيات المعجزات للتصديق لدعوة الحقّ، ولكني أفتي في فتنة المسيح الدجال أنها جنة ونار ليس إلا، فأما النار فيستطيع أن يُوقدها أحدكم وأما الجنة فهي جنة الله في الأرض توجد في باطن أرضكم من تحت الثرى في أرض الريحان والأنام في الأرض المفروشة بالخضرة مستوية التضاريس مهدها الله ونعم الماهدون وقد بيناها من القرآن العظيم وفصلناها تفصيلاً وهي أرض المشرقين فتشرق عليها الشمس من جهتين متقابلتين و ربها الله وليس المسيح الدجال.
 تصديقاً لقول الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} 
 صدق الله العظيم [الرحمن:١٧].وتصديقاً لقوله تعالى: 
 {الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴿٥﴾ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} 
 صدق الله العظيم [طه]. 
وقد أمرناكم بالتطبيق للتصديق فتجدون البيان الحقّ حقاً على الواقع الحقيقي.

ثالثاً: 
  في شأن حد من الحدود الشرعية في رجم الزاني أو الزانية المتزوجين بأن الله لم يأمركم بذلك؛ بل حدهم مائة جلدة للزاني والزانية الأحرار وخمسين جلدة للعبد والأمَّة سواء كانوا مُتزوجين أم عازبين وأثبتنا ذلك من القرآن العظيم وفصلناه تفصيلاً لأولي الألباب منكم.

رابعاً:
  في شأن عقيدتكم في البعث فأكثركم يظنّ أنه بعثٌ واحدٌ، فنقول: بل يوجد في الكتاب بعثٌ في هذه الدنيا فيرجع إليكم جميع الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون، ولكن المسيح الدجال سوف يستغل هذا البعث المحدود لبعض الأموات فيقول هذا يوم الخلود وأنه الله وأن لديه جنّة وناراً ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله ربّ العالمين، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو كذّاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب، بمعنى أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ والدليل على أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم هو أنه يقول أنه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل سوف يقول لكم كما قال لبني إسرائيل من قبل وهو في المهد صبياً: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} 
 صدق الله العظيم [مريم:٣٠].

خامساً: 
  أكفر بعقيدتكم نتيجة الحديث الباطل أن سورة الإخلاص تعدل ثُلث القرآن وذلك مكرٌ يهوديٌّ لكي يكون الله ثالثَ ثلاثٍة وأن الله ثلث الكتاب والمسيح ثُلث ومريم الثلث الباقي من الكتاب! فكيف تعتقدون أن ذلك الحديث عن محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ فكيف يجعل سورة الإخلاص الخاصة بوصف ذات الرب سبحانه تعدل ثلث القرآن؟ فهل تعلمون ما يريد المفترون على الله ورسوله من ذلك الحديث المُفترى؟ وذلك لكي يكون تصديقاً لعقيدة الباطل بأن الله لا يعدل إلا ثلث الكتاب وثلث المسيح عيسى ابن مريم وأمه الثلث الآخر؛ بل إنكم بربكم تعدلون وأنتم لا تعلمون يا معشر المُسلمين، أم إنكم لا تفقهون ما جاء في سورة الإخلاص التي يقول الله فيها أنه الأحد
 لا إله إلا هو الصمد وأنه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد.إذاً الآية تتكلم عن ذات الله سبحانه، فكيف تجعلون الله ثُلث القرآن أفلا تعقلون؟
ولربما يود أحدكم أن يقاطعني فيقول:
"إنما يقصد الأجر". 
فنقول: إنما ذلك تمويه من المفترين بل الأجر في قراءة القرآن هو كما علمكم محمدٌ رسول الله-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-بأن لقارئ القرآن بكل حرفٍ حسنة ولاأقول{أَلَمْ} حرف بل ألف حرف واللام حرف والميم حرف. وكذلك يريد المنافقون أن لا تتدبروا القرآن فيقول أحدكم ما دامت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن فسوف أقرأها ثلاث مرات في اليوم وكأني ختمت القرآن في يوم! 
ومن ثم يتولى عن التدبر في آيات القرآن العظيم ويكتفي بقراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات في اليوم وكأنه قرأ القرآن كُله، فلا داعي أن يتعب نفسه في قراءة القرآن!
ولكن ناصر اليماني يفتيكم في سورة الإخلاص أنها حقيقةُ جميع ما يدعو إليه هذا القرآن العظيم وتهدي إلى صراط العزيز الحميد الذي عرَّف لكم صفات ذاته سبحانه في سورة الإخلاص أنه الأحد الصمد وأنه لم يلد ولم يولد وأنه لم يكن له كفؤاً أحد.
وجميع ما جاء في القرآن العظيم وفي جميع الكتب السماوية تدعو إلى التصديق بما جاء في سورة الإخلاص وباقي القرآن تجدونه يجادل عن حقيقة سورة الإخلاص ويدعوكم إلى توحيد ربكم بأنه الأحد لا إله إلا هو ولا ثاني له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، وذلك هو كُل ما جاء به القرآن العظيم وكذلك جميع الكتب السماوية من قبله.

وقال الله تعالى: 
 {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} 
 صدق الله العظيم [الأنبياء:٢٥].فكيف تجعلون ذلك ثلث القرآن، أفلا تعقلون؟ بل جميع ما جاء في القرآن يدعو إلى حقيقة القول الثقيل لا إله إلا الله الأحد، ولا أعلم بشيء يزن هذا القول الثقيل حتى لو جُعلت السماوات والأرض وما بينهما في كفة وكلمة التوحيد في كفة لرجحت كلمة لا إله إلا الله الأحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، فكيف يفتنونكم عن عقيدتكم يا معشر علماء الأمَّة فتجعلون ذلك يعدل ثُلث القرآن؟ أفلا تتقون؟

سادساً:
  أنفي عقيدتكم الباطل بأن الصراط المُستقيم يؤدي إلى نار جهنم، ولربّما يود أحد علماء الأمَّة أو عامة المسلمين أن يقول:
 "ومن ذا الذي يقول أن الصراط المُستقيم يؤدي إلى نار جهنم؟".
 فنقول: 
عقيدة الباطل المدسوسة والتي جعلت صراط الحقّ وصراط الباطل طريقاً واحدة تمرّ على نار جهنم فيسقط أهل النار في النار ويمضي أصحاب الجنّة على الصراط فوق جهنم ثم يدخلون إلى الجنّة.ولربّما يودّ أحدكم يا معشر علماء الأمَّة أن يقاطعني فيقول:
 "بل الصراط المستقيم أحدُّ من السيف وأرهفُ من الشعرة هذا ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنه يمر فوق النار فيسقُط أصحاب النار". 
ومن ثم يأتيني بالآيات المُتشابهات مع روايات الفتنة في ظاهرهن ولا يزَلن بحاجة 
إلى التأويل فيقول:
 "أم لم تقرأ يا ناصر اليماني قول الله تعالى:  
{وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} 
 صدق الله العظيم [المؤمنون:٧٤]. 
وكذلك ألم تقرأ يا ناصر اليماني قوله تعالى:
 {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾} 
صدق الله العظيم [مريم]؟".
ومن ثم يُرد المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني فأقول لكم:
 يا معشر علماء الأمَّة 
إني لا أدعوكم إلى الاحتكام إلى الآيات المتشابهات مع أحاديث الفتنة؛ بل أدعوكم إلى الاحتكام إلى الآيات المُحكمات الواضحات البينات واللاتي لم يجعلهن الله في أسف ناصر اليماني ولا جميع الراسخين في العلم لكي يأتوكم بتأويلهن؛ بل جعلهن الله واضحاتٍ بيّناتٍ لأنهنَّ أمّ الكتاب لذلك جعلهن واضحات لعالمكم وجاهلكم لا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، وحتماً الذين في قلوبهم زيغ عن الحقّ الواضح والبين فيهن فسوف يتبع الآيات المُتشابهات مع أحاديث وروايات الفتنة وينبذ الآيات المُحكمات الواضحات البينات وراء ظهره ويستمسك بالآيات المتشابهات مع الأحاديث الموضوعة، وذلك لأنه يبغي إثبات حديث الفتنة لأنه لا يريد إلا التمسك بالسنة فقط وإنما أعجبته آيات متشابهات في القرآن مع تلك الأحاديث برغم أنه يعلم أن تلك الآيات لا تزال بحاجة إلى التأويل فيزعم أن هذه الأحاديث جاءت تأويلاً لتلك الآيات فهو كذلك يريد تأويل المُتشابه من القرآن
 ولذلك قال الله تعالى: 
 {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:٧]
وإذا تدبرتم هذه الآية التي تحذركم من اتباع الآيات المتشابهة مع أحاديث الفتنة برغم أن هذه الأحاديث تُخالف الآيات المحكمات في القرآن في نفس الموضوع، فسوف تجدون بأن الله يقول إن الذين يتَّبعون المتشابه إنما يبتغون الفتنة، فهل تظنّون بأن هذا العالم الذي اتبع المتشابه أنه يريد الفتنة للأمة؟ كلا ثم كلا، فلو كان يريد الفتنة للأمّة لما قال الله عنه بأنه يريد كذلك تأويل القرآن بالحقّ في قوله تعالى:
{ابْتِغاءَ الفِتْنَة وَابْتِغاءَ تَأْويلِهِ}، 
 إذاً ما هو المقصود من هذه الآية التي تتكلم عن بعض العلماء بأنهم يبتغون الفتنة وكذلك يبتغون تأويل القرآن؟
وسوف نفتيكم بالحقّ أن هؤلاء من العلماء المجتهدين يريدون تأويل القرآن المتشابه مع هذه الأحاديث التي هم متمسكون بها فيظنون بأنها جاءت لتأويل هذه الآيات المتشابهات مع أحاديث الفتنة غير أنهم لا يعلمون أنها فتنةٌ موضوعةٌ من قبل شياطين البشر من اليهود؛ بل يظنّونها عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
وما أريد قوله لكم يا إخواني عُلماء المُسلمين هو:
 لماذا لا تتركون تأويل المُتشابه والذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويُعلمه للراسخين في العلم ومن ثم تتمسكون بالآيات المُحكمات الواضحات البينات والتي جعلهن الله أمّ الكتاب في تصحيح عقيدة المسلم ولا يزيغ عنهن إلا هالكٌ، فإذا رجعتم إلى المحكمات في شأن الصراط المُستقيم فسوف تجدون في الكتاب أنّ الصراط المستقيم هو صراط العزيز الحميد يؤدي بمن سلكه إلى النّعيم وليس إلى الجحيم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومن مات وهو سالك نجد الصراط المستقيم دخل الجنة لأن نجد الصراط المُستقيم يؤدي إلى جنة النعيم وليس الناس يسلكون الصراط المستقيم في الآخرة كلا ثم كلا، فلا يوجد هناك عمل بلا حساب؛ بل السلوك في الصراط المُستقيم هو في الدُنيا حتى يأتيه الموت وهو على صراط العزيز الحميد ومن ثم يدخله هذا الصراط إلى الجنة.
وإنما الصراط المُستقيم معنويٌ عقائديٌ؛ درب القلوب المُبصرة، فمن أراد صراط العزيز الحميد فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك في عبادة ربه أحداً وذلك نَجْدُ الصالحين. وأما النّجْدُ الآخر فهو سبيل الطاغوت ويؤدي إلى نار جهنم فإذا مات وهو في سبيل الغيِّ والضلال دخل النار.
ولم يجعل الله صراط الأخيار وصراط الكفار صراطاً واحداً يؤدي إلى نار جهنم، ما لكم كيف تحكمون؟ بل هما نَجْدان في اتجاهين متعاكسين، فنَجْدٌ تجدون من سلكه فازَ برضوان الله وأمّا النّجْدُ الآخر فمن سلكه فقد نال غضب الله وأرضى عدوَّه الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى: 
 {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴿٨﴾ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴿٩﴾ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴿١٠﴾}
  صدق الله العظيم [البلد].
فنجْد الحقّ يؤدي إلى النعيم ونَجْدُ الطاغوت يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير. وقال الله تعالى:
 
 {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}  
صدق الله العظيم [الانسان:٣]،
 فإن سلك سبيل الحقّ فهو من الشاكرين لربّهم وإن انقلب على عقبيه وسلك الطريق المخالف للسبيل الحقّ فهو من الكافرين.
ويا معشر علماء الأمَّة
 لا أجد في الكتاب بأن السلوك في الصراط المستقيم يوجد في الآخرة على نار جهنم؛ بل هو في الدُنيا وعجبي من أمركم! أفلا ترون أنكم تقولون في اليوم عديد المرات
 في جميع الركعات:
 {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين ﴿٢﴾ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾} 
صدق الله العظيم [الفاتحة].
ولكنكم جعلتم بعقيدتكم صراط الحقّ والمعوج واحدة برغم أنكم تقولون غير صراط المغضوب عليهم بفاتحة الدُعاء:
 {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} 
صدق الله العظيم،
 وفي جميع الآيات عن الصراط في الكتاب تجدونه في الدُنيا صراطاً معنوياً 
عقائدياً يسلكه أصحاب القلوب المُبصرة، وقال الله تعالى:
  {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ}
  صدق الله العظيم [الحج:٢٤].فكيف يؤدي الصراط المستقيم إلى نار جهنم ثم إلى الجنة؟ أفلا تعقلون؟
 وهو طريق الأمن والأمان ويأتي صاحبه آمناً يوم القيامة، أفلا تتقون؟ 
وقال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} 
 صدق الله العظيم [المؤمنون:٧٣]
وسلوكه في الدُنيا وليس في الآخرة، وأما في الآخرة فصراط الجنة والنار ليسا معنوياً، بل طريق تؤدي إلى الجنة وطريق أخرى تؤدي إلى نار جهنم 
وقال الله تعالى: 
 {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} 
 صدق الله العظيم [الصافات]
ولا أظنّ هذه الآية تحتاج إلى التأويل نظراً لأنها من المُحكمات الواضحات تُفيد بأنّ الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنّة ولكنكم بعقيدتكم جعلتموهما طريقاً واحداً تؤدي إلى نار جهنم وهي نفس الطريق إلى الجنة، وإنما أهل النار يتساقطون من على الصراط إلى النار! ولو كانت هذه العقيدة حقاً لما وجدتم هذه الآية في القرآن للتحديد بأن الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنَّة، ولن أفسر هذه الآية فهي واضحة وكذلك توجد في القرآن العظيم من ضمن الآيات المُحكمات تقول أنه عندما يُساق أصحاب النار صوب النار بأنهم يفترقون إلى سبع جماعات زُمراً متوجهين صوب أبواب جهنم السبعة فلكل باب منهم جزء مقسوم، وكذلك يتوجه أصحاب الجنَّة إلى الجنة زُمراً فهذه تخالف لما تعتقدون جملة وتفصيلاً؛ بل اختلافاً كثيراً وتنفي عقيدتكم بأن الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم ليسلكوا الصراط المُستقيم الممدود على نار جهنم فمنهم من يسقط من على الصراط في نار جهنم والآخرون يستمرون في سلوك الصراط المستقيم الممدود على نار جهنم حتى يدخلوا إلى الجنة، ولكن الآيات المحكمات لعقيدتكم لبالمرصاد وسوف تجدون الآيات المحكمات في هذا الشأن تخالف لعقيدة الباطل، فانظروا إلى هذه الآية المحكمة والتي لم يجعلها الله بأسف ناصر محمد اليماني لكي يُأوِّلَها للأمَّة، ولم يجعلها الله بأسف جميع الراسخين في العلم لتأويلها نظراً لأنها واضحةٌ وبيّنةٌ ومُفصَّلةٌ تفصيلاً من لدن عليم حكيم وقال الله تعالى:
 
 {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾} 
صدق الله العظيم [الزمر].
فقد علمتم يا قوم من خلال هذه الآية المُحكمة والتي لا تحتاج إلى تأويل بأنّ أهل النار يُساقون صوب النار زُمراً فيتم تقسيمهم إلى سبع جماعاتٍ بعدد أبواب نار جهنم السبعة فلكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ:
 {حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٧١﴾ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٧٢﴾}
  صدق الله العظيم.
وكذلك أصحاب الجنة يساقون صوب الجنة زمراً جماعات، ولكن عقيدة الباطل الذي يعتقدها المسلمون بمكرٍ من اليهود تقول أنّ الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم فيسلكون الصراط المُستقيم جميعاً على نار جهنم فأصحاب النار يسقطون! أفلا ترون بأن بين هذه العقيدة المنكرة وبين الآيات المُحكمات البينات اختلافاً كثيراً؟
 ولكنكم ستجدون هذه العقيدة المنكرة تتشابه مع ظاهر آيات أُخر لا تزال بحاجة إلى تأويل كمثال قول الله تعالى: 
 {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴿٧١﴾ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴿٧٢﴾}
  صدق الله العظيم [مريم].
ومن ثم تجدون الحديث المُفترى المدسوس بخبث قد تشابه مع ظاهر هذه الآية وذلك لكي تظنوا بأن هذا الحديث جاء بياناً لها عن محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وإليكم الحديث المفترى والذي يشابه هذه الآية في ظاهرها:
 
 [ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرِد النَّاس النَّار ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ كَلَمْحِ الْبَصَر ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَس ثُمَّ كَالرَّاكِبِ الْمُجِدّ فِي رَحْله ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُل فِي مَشَيْته]، 
وكذب أعداء الله و ما كان لمحمدٍ رسول الله أن ينطق بحديث يخالف القرآن المحكم البين في هذا الشأن، أفلا تعقلون؟
ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ حقيق لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ أفتيكم في تأويل هذه الآية المُتشابهة مع حديث الفتنة المدسوس وأبيّن لكم حقيقة الورود في هذا الموضع وأفصِّله من القرآن تفصيلاً،
 فأمّا الورود في هذا الموضع:
فلا يقصد به الدخول وإن ظننتم أنه الدخول فسوف تكون لكم الآيات المحكمات لعقيدة المنكر لبالمرصاد فتجدونها تنفي ذلك جملةً وتفصيلاً، 
إذاً ما هو الورود المقصود في هذه الآية؟
 وإليكم الفتوى:
 بأنَّه الوصول إلى الساحة لرؤية جهنم لمن يرى أي من الناس أجمعين فبشكل عامٍ يرونها أجمعون لكي يحمد اللهَ أهلُ الجنّة إذ نجّاهم من هذه النار التي تلظّى لا يصلاها إلا الأشقى، وأما أصحابها فسوف ينزع الرُعبُ منهم أفئدتَهم، نزّاعة للشوى تدعو من أدبر وتولّى، فالورود إلى ساحة جهنّم شاملٌ للناس أجمعين، فبُرِّزت الجحيم لمن يرى بشكل عام تصديقاً لقول الله تعالى:
 {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾} 
 صدق الله العظيم [التكاثر]،
 ومن ثم يتفرقون من بعد الحشر للناس أجمعين إلى ساحة جهنم ثم يتفرقون
 تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴿١٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ﴿١٥﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿١٦﴾} 
صدق الله العظيم [الروم].
إذاً الورود المقصود في هذه الآية مثله كمثل ورود موسى عليه الصلاة والسلام إلى ماء مدين ولكنكم تعلمون بأنّه لم يدخل إلى ماء مدين؛ بل ورد إليه أي وصل إلى ساحة بئر مدين، وقال الله تعالى:
 {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}
  صدق الله العظيم [القصص:٢٣].
 وليس هذا قياساً؛ بل لفهم أنواع الورود في القرآن العظيم.
ويا معشر علماء الأمَّة الإسلاميّة 
أقسم لكم بالله العلي العظيم البر الرحيم لئن آمنتم بالقرآن العظيم أن نحتكم إلى آياته المحكمات الواضحات البيِّنات لأُلْجِمَنَّكُم بالحقّ إلجاماً وأخرس ألسنة الممترين بالباطل وأغربل جميع الأحاديث النَّبويّة في سنة محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فأدافع عن سنّة جدّي بكل ما آتاني الله من العلم فأجعلها مع القرآن العظيم فوق رأسي وأجعل الأحاديث المُفتراة تحت قدمي فأفركها بنعلي، فإن كنتم تروني على ضلالٍ فاغلبوني بعلمٍ وسلطانٍ هو أهدى من سلطاني إن كنتم صادقين. وإن كنتم تروني على الحقّ ومن ثمّ تصمتون فإن عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ولربما يود أحد الباحثين عن الحقيقة أن يقاطعني فيقول:
"كيف تلعن علماء الأمَّة؟". 
فأقول له:
 إنما ألعن من تبيّن له أنّي أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراط مُستقيم ومن ثمّ يصمت عن الاعتراف بالحقّ بعد ما تبيّن له الحقّ،
 فإذاً هو شيطانٌ أخرسُ يستحق لعنة الله وغضبه، وأمّا إذا كان من أولياء الله فسوف يكون مع الحقّ ولا يخشى في الله لومة لائم،
 ولكني أعلم أنّهم ليسوا مكذبين بشأني؛ بل لا يوقنون، ومن ثمّ أقول لهم: صدق ربّي بأنّ الناس كانوا بآياته لا يوقنون، حتى المسلمون في زمن ظهور المهدي بآيات ربهم لا يوقنون، إلا من رحم ربّي فصدّق بآيات ربّه في زمن الحوار من قبل الظهور بعذابٍ أليمٍ من جراء مرور الكوكب العاشر والسابع من بعد أرضكم ولكنكم قومٌ تجهلون: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}  
صدق الله العظيم[الأنعام:١٠٥] 
 صاحب علم الكتاب المهديّ المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم؛
 الإمام ناصر محمد اليماني