الأحد، 13 أبريل 2014

مالحكمة من تأخير عودة المسيح ابن مريم؟

[ مصدر الفتوى]
مالحكمة من تأخير عودة المسيح ابن مريم؟ 
والجواب بالحق:
 بالنسبة للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فأنا أعلم الحكمة من تأخيره ورجوعه:
وذلك لأن المسيح الدجال سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله ربّ العالمين  ولذلك أخر الله المسيح الحقّ ليُنكر هذه الدعوى 
الباطل والبهتان عليه من قبل المسيح الدجال  
وقال ذلك ليتبعه النّصارى لأنه جاء مصدقاً لعقيدتهم الباطلة في المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فيتّبعه النّصارى 
ظناً منهم أنه المسيح عيسى ابن مريم الحقّ نظراً لأنه جاء مصدقاً لما يعتقدون به
 وهم على ضلال مبين.
وأما اليهود:
 فسوف يتّبعون المسيح الدجال وهم يعلمون أنه دجالٌ وأنه ليس المسيح عيسى ابن مريم بل هو كذّاب فلا ينكرون كذبه على ابن مريم بغير الحقّ بل يكونوا من السابقين إليه وهم يعلمون أنه مفتري على المسيح عيسى ابن مريم وأنه ليس هو، بل يعلمون أنه كذاب وأنه الشيطان الرجيم بذاته إبليس اللعين فهم يعبدون الطاغوت وهم يعلمون، ولم يكونوا عل ضلالٍ وهم لا يعلمون ولذلك غضب الله عليهم.
وأما النّصارى فالله ليس راضياً عليهم بسبب مبالغتهم في المسيح عيسى ابن مريم بغير الحقّ، وقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح عيسى ابن مريم لذلك جعل الله المسيح عيسى ابن مريم حَكًماً بالحقّ بين المسلمين والنّصارى في شأنه فينكر مبالغة النّصارى ويكفر بعبادتهم له ولأمِّه، ولكن للأسف فإن بعض المسلمين يظنون بأن المهدي المنتظر هو المسيح عيسى ابن مريم فيأتي يدعو النّاس لاتّباعه، ومن قال ذلك فقد كفر بقول الله تعالى:
{مَّا كَانَ محمد أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40)}
صدق الله العظيم [الأحزاب]
ولذلك لن يدعو المسيح عيسى ابن مريم النّاس لاتّباعه بل لاتّباع المهدي المنتظر، فلا يكون من الأنبياء المرسلين فقد سبقت نبوته برسالة الإنجيل ومضت وانقضت إلى بني إسرائيل، ومن ثم جاء من بعده محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام بالرسالة الشاملة إلى الإنس والجنّ أجمعين بالقرآن العظيم حجّة الله عليكم وحجّة المهدي المنتظر الحقّ على جميع علماء الأمّة من المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين، وأما المسيح عيسى ابن مريم فكما قلنا فلن يقول للناس أنه قد جاءهم ليكون نبياً ورسولاً جديداً بل حَكَماً بين المسلمين والنّصارى في العقيدة في شأنه ويدعو النّاس لاتّباع المهدي المنتظر ويكون من الصالحين التابعين للمهدي المنتظر الحقّ فيكون من الصالحين التابعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسمه الْمَسِيحُ عِيسَى ابن مريم وَجِيهاً فِي الدنيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)}
صدق الله العظيم [آل عمران]
وتوجد في هذه الآية معجزتين لتكليم ابن مريم للناس فأمّا أولاهما وهو في المهد صبياً يقول إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، 
وقد مضت وانقضت كما تعلمون وجاءت معجزة التكليم للناس وهو كهلٌ، فهل ترون
 أنّ الذي يكّلم النّاس وهو كهلٌّ أنّها آيةٌ للناس؟ 
فما سرّ معجزة تكليم المسيح عيسى ابن مريم للناس وهو كهلٌّ؟
 وذلك لأنكم تعلمون بأن تكليم المسيح عيسى ابن مريم للناس وهو في المهد صبياً هي آية التصديق له وبراءةٌ لأمِّة الصدِّيقة من ارتكاب السوء والفحشاء كما ظنّ بها قومها حين أتتهم به تحمله فأنتم تعلمون ذلك، وما أريد بيانه لكم هي معجزة التصديق الأخرى وهو أنْ يكّلم النّاس وهو كهلٌ إذاً المعجزة في أن يكلم النّاس وهو كهلٌ في رجوع روح ابن مريم إلى الجسد فيبعثه الله فيكلم النّاس وهو كهلٌ، ولكنه سوف يكون من الصالحين مثله كمثل المسلمين وليس إماماً من الأنبياء والمرسلين بل الإمام هو المهدي المنتظر والمسيح عيسى ابن مريم يكون من الصالحين التابعين، ولذلك تجدون مفاد التكليم في المرحلة الأولى أنّه يُعَرِّفُ بني إسرائيل بشأنه بأن الله قد أتاه الكتاب وجعله نبياً إلى بني إسرائيل، وأما تكليمه للناس وهو كهلٌ فسوف يقول أنه من الصالحين ولم يأتيهم رسولاً من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين بل يقول للمسلمين والنّصارى والنّاس أنه لمن الصالحين التابعين للمهدي المنتظر إمام العالمين.ويقتل الخنازير ولكنه لا يذهب لقتل حيوان الخنزير بل الذين مسخهم الله إلى خنازيرٍ من النّاس من اليهود من الذين ينقمون ممن آمن بالله ولم يشرك به شيئاً ويتخذون من أفترى على خليلاً، ملعونيين
 أينما ثقفوا أخذوا وقُتلوا تقتيلاً.
 ولا أقصد اليهود الذميين بل أستوصي المسلمين بهم خيرا فلا يجوز للمسلمين أن يعتدوا عليهم فهم ذميّون وتؤخذ الجزية منهم مقابل حمايتهم، وأمر الله المسلمين أن يعاملونهم معاملةً حسنةً كما يتعامل المسلمون فيما بينهم من أهل الدّين المعاملة الحسنة، وأستوصي المسلمين بهم خيراً فهم في ذمتهم وفي حمايتهم مقابل دفع الجزية ولا إكراه في الدّين يا معشر المسلمين كمثل اليهود الذين في اليمن وغيرهم في دول المسلمين فهم ذميّون.بل أقصد اليهود الذين هم من أشدّ النّاس على الرحمن عتياً ولا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمَّةً، وينتهكون حرمات المسلمين ويطعنون في دينهم وفي نبيّهم، ويتخذون من أشرك بالله ولياً حميماً وينقمون ممن آمن بالله ولم يُشرك به شيئاً، ويتخذون من افترى على الله خليلاً، أولئك ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا وقُتّلوا تقتيلاً
 إلا من تاب منهم من قبل ظهوري من قبل أن أقدر عليه فسوف 
نقول له من أمرنا يُسرى.
 ***
 وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق