الخميس، 10 مارس 2016

بيان تنزيل روح القدس جبريل وبرفقته الملائكة برسالةٍ من ربّ العالمين على من يشاء من عباده المرسلين أو بشارة للصديقين


بيان 
تنزيل روح القدس جبريل وبرفقته الملائكة برسالةٍ من ربّ العالمين على من يشاء 
من عباده المرسلين أو بشارة للصديقين
بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..
فالبيان الحقّ لقول الله تعالى: 
{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}
 صدق الله العظيم [النحل].
وإنما يقصد تنزيل الملائكة والروح فيهم خليفةَ الله على الملائكة الملك جبريل روح القدس صلى الله عليهم وأسلم تسليماً، ويتنزّلون معه إلى الأرض ويتمثّل روح القدس جبريل عليه الصلاة والسلام إلى بشرٍ سوياً ليخاطب الرسل المصطفين برسالة ربهم المنزّلة إليهم أن يُنذروا الناس أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له فيدعونهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويخاطب روح القدس كلّ نبيّ بلسان قومه، فقد علّمه الله جميع لغات الأمم فيتنزّل برسالةٍ من الله بلغتهم حتى يفقهوا قول ربّهم المُنزّل إليهم.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}
 صدق الله العظيم [إبراهيم].
وهذا بالنسبة للرسل الأولين إلى أقوامهم وجعل الله رسالته بلغتهم، وأما النّبيّ الثامن والعشرين خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فابتعثه الله برسالةٍ كافةٍ إلى الثقلين الإنس والجنّ كافةً، وجعلها الله بلغةٍ واحدةٍ وهي اللغة العربيّة الفصحى رسالةً إلى الناس كافةً، ذلكم القرآن العظيم . تصديقاً لقول الله تعالى: 
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)}
 صدق الله العظيم [سبأ].
وتصديقاً لقول الله تعالى: 
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)} 
 صدق الله العظيم [الأعراف].
وربّما يودّ أحد الذين يفسّرون القرآن بأرقام الآيات أن يقول:
 "ألا ترى يا ناصر محمد أنّ الآية رقم ثمانية وعشرين من سورة سبأ تثبت بيانك بأنّ الأنبياء ثمانيةٌ وعشرون نبيّاً
وليسوا خمسةً وعشرين نبيّاً كما يزعم العلماء؟". 
فمن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول:
  إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لا يبيّن القرآن بأرقام الآيات؛ بل نبيّن القرآن بالقرآن ونفصّله تفصيلاً بإذن الله، وحتى لو صادف رقم آيةٍ صدفةً مصدقاً للبيان لما جعلنا ذلك الرقم من سلطان علم البيان الحقّ للقرآن، كون الذين يفسّرون القرآن بأرقام الآيات يقولون على الله ما لا يعلمون. وكما أسلفنا ذكره أنّ الروح الذي تتنزل الملائكة بقيادته هو روح القدس جبريل عليهم الصلاة والسلام .
 تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴿١﴾وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴿٢﴾ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿٣﴾ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴿٤﴾ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴿٥﴾}
 صدق الله العظيم [القدر].
أي: أُنزل القرآن العظيم على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتجدون أنّ الملائكة تَنَزَّلوا مع روح القدس جبريل عليهم الصلاة والسلام ولكن لم يتمثل إلى بشرٍ سوياً إلا روح القدس الملك جبريل عليه الصلاة والسلام لكي يخاطب النبيّ بآيات القرآن العظيم، وكذلك الرسل من قبله تتنزّل الملائكة بالروح جبريل عليهم الصلاة والسلام . تصديقاً لقول الله تعالى: 
{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)} 
 صدق الله العظيم [النحل].
وتصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
 صدق الله العظيم [النحل].
وتبديل أحكام الآيات بآياتِ أحكامٍ أخرى كذلك فيه حكمةٌ بالغةٌ وهي لغربلة المؤمنين لكي يعلم الرسول من يثبت على إيمانه ومن الذي ينقلب على عقبيه، وعلى سبيل المثال تغيير قبلة المسلمين إلى المسجد الحرام فهي كذلك لغربلة المؤمنين حتى لا يبقى مع النبيّ إلا الصادقون الموقنون.
 وقال الله تعالى: 
{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143) قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}
 صدق الله العظيم [البقرة].
فانظروا لحكمة غربلة المؤمنين في قول الله تعالى:
 {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143)}
 صدق الله العظيم.
وكذلك يغربل الله أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني حتى لا يبقى معه إلا المؤمنون بالبيان الحقّ الموقنون، ولله الأمر من قبل ومن بعد وإلى الله ترجع الأمور وإليه النشور، واقترب التمكين والفتح المبين،
وعْد الله لا يخلف الله وعده ولكنّ أكثر الناس لايعلمون، 
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق