الاثنين، 26 سبتمبر 2016

لم يأمر المسيح عيسى أمّه مريم بالصيام عن الكلام مع البشر من قومها إلا يوماً واحداً كونه المُكلّف بالكلام وهي صائمةٌ عن الكلام

 
لم يأمر المسيح عيسى أمّه مريم بالصيام عن الكلام مع البشر من قومها إلا يوماً واحداً 
كونه المُكلّف بالكلام وهي صائمةٌ عن الكلام
 بسم الله الرحمن الرحيم،
 والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وعلى رسول الله المسيح عيسى ابن مريم وأمّه وأسلّم تسليماً 
وجميع المؤمنين من المرسلين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معشر الأنصار السابقين الأخيار والباحثين عن الحقّ في العالمين،
 لربّما استغرب كثيرٌ من الأنصار لماذا لم يردّ الإمام المهديّ التبريكات بالعيد السعيد إلى أنصاره هاتفياً وفي الموقع! 
 فمن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول:
 وأين العيد السعيد وقد عمّ الحزن كثيراً من أسر المسلمين بسبب أنهم قُتّلوا تقتيلاً كثيراً من شباب المسلمين وكهولاً وأطفالاً بسبب فتنة الحروب المذهبيّة؟! فكم يا أرامل وكم يا أمّهات وإخوة وأخوات حَزَانى على من افتقدوا حضورهم في كلّ عيدٍ! ولذلك لم أستطع الردّ على أنصاريّ وأقول عيدٌ سعيدٌ كونه تعيسٌ بالنسبة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، كوني تذكرت حزن كثيرٍ من الأمّهات والأرامل والصبيان يوم العيد فقلت في نفسي فكيف لا نحزن على حزنهم؟ أليس المؤمنون في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى؟ فذلك هو السبب بعدم ردّ التبريكات لأحبتي الأنصار، فلا تقولوا بعد اليوم لبعضكم بعضاً عيدٌ سعيدٌ حتى تعمّ السعادة كافة المسلمين، ولكنّا علّمناكم من قبل أن تقولوا لبعضكم بعضاً: 
( كلّ عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون إلى يوم الدين ).
وعلى كلّ حالٍ لربّما استغرب واستعجب كثيرٌ من الأنصار لماذا لم ينزّل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني مباركةً لأنصاره بالعيد السعيد! وها نحن أفتيناكم بالحقّ عن السبب كونكم تصفون الأعياد بالسعادة وهي أعياد حزنٍ لدى كثيرٍ من أسَرِ المسلمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يا معشر الأحزاب المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب،
  إنكم لستم بمؤمنين كون المؤمنون الحقّ رحماءٌ بينهم، فأين الرحمة في قلوب المؤمنين لبعضهم بعضاً؟ إلا من رحم ربي من أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذين يسعون ليلاً ونهاراً لإطفاء حروب الفتنة بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وتحقيق هدى المسلمين والناس أجمعين؛ بل هم وإمامهم رحمةٌ للعالمين، ولكنّ المسلمين عن رحمة الله معرضين، ونبشّرهم بعذابٍ أليمٍ كونهم صاروا بعد إيمانهم كافرين. تصديقاً لحديث محمدٍ رسول الله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، قال:
[[[[[[[[[[[[
لا ترجعوا من بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ]]]]]]]]]]]
صدق عليه الصلاة والسلام.

ولو كنتم لا تزالون مؤمنين يا معشر المسلمين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إذاً لاستجبتم لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم، ولكنكم لستم على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؛ بل على سنّة الشيطان الرجيم وتحسبون أنّكم مهتدون! ويا عجبي الشديد كيف يكون على الهدى الذين خالفوا أمر الله ورسوله وصاروا أحزاباً يضرب رقاب بعضهم بعضاً بسبب الحروب المذهبيّة؟ ألم ينهكم الله عن التفرّق في دينكم؟
 وقال الله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} 
 صدق الله العظيم [الشورى:13].
ألم يقل محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
[[لا ترجعوا من بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض]]؟ 
 فأنا بريءٌ مما تجرمون، فكيف أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى الله ورسوله فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فآتيكم بالحكم الحقّ الملجم لأفواهكم من محكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فأبيتم إلا الاحتكام إلى طاغوت الأمم المتحدة الكَفرة الفجرة! فكيف يستطيعون أن يحكموا بينكم في اختلافكم في دينكم وأنتم تعلمون أنّ حروبكم حروبٌ مذهبيّةٌ بحتة في كلّ الدول التي نشأت فيها حروب الفتنة الطائفيّة؟ ألا والله الذي لا إله غيره إنّ أحزاب الطاغوت لا يريدون حلّ قضية حروب المسلمين المذهبيّة ؛بل يريدون استمرارها ليضربوا المسلمين بأيدي بعضهم بعضاً حتى يُضعفوا المسلمين إلى النهاية فمن ثم يقضوا على الإسلام والمسلمين، أفلا تعقلون؟
 ألا والله إنّ مثلكم كالمستجير من الرمضاء بالنار، فلكم نصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين!
فانتظروا بيان تغيير تاريخ البشر من الباطل إلى الحقّ وإعادة التاريخ إلى محلّه بالحقّ، ولسوف يعلم علماء المسلمين وأمّتهم لكم هم جاهلون ومن اتّبعهم ولكم ضلّهم المجرمون عن دينهم الحقّ ولكم الله أعمى بصائرَهم! شرطاً علينا غير مكذوبٍ أن يفهم بيان تغيير الحساب حتى الأمّي الذي لا يقرأ ولا يكتب ولا يحسب، فما با لكم بأصحاب العلم والحساب؟ ولسوف أثبت غباء علماء المسلمين وأمّتهم الإمّعات بالبرهان المبين ومن محكم كتاب الله والسُّنة النّبويّة الحقّ، ولن يأتيَكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ببرهانٍ جديدٍ ولا كلمةٍ واحدةٍ بغير ما تنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويا أحبتي الأنصار المتسائلون عن المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وأسلم تسليماً، فتقولون:
"هل مكث ينطق بتكليم الناس وهو في المهد صبياً بشكلٍ مستمرِ؟". 
فمن ثمّ نستنبط لكم الحكم بالحقّ:
 أنّه لم يَعِدْ أمّه بإذن الله أن يكلّم الناس إلا يوماً واحداً وهو طيلة اليوم الذي ولدته فيه أمّه، ولذلك لم يأمرها بالصيام عن تكليم الناس إلا يوماً واحداً فقط كونه المكلّف بمخاطبة الناس في ذلك اليوم ليبرّئها من ارتكاب الفاحشة ويعرّف بشخصيّته وشأنه المستقبلي، ولذلك التزمت مريم بأمر طفلها أن لا تكلّم في ذلك اليوم أحداً؛ بل تشير إليه أن يكلّموا طفلها وهو في المهد صبياً كونه أمرها طفلها الصيام عن الكلام في ذلك اليوم لكافة البشر من حولها، ولذلك قال لها طفلها: 
{فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)}
 صدق الله العظيم [مريم].
فانظروا إلى أمره إلى أمّه:
 {َإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)}
 صدق الله العظيم، 
فانظروا لأمر الطفل إلى أمّه إذ أنّه منعها من تكليم البشر طيلة ذلك اليوم الذي ولدته في صباحاً فجاءت به قومها تحمله فوضعته ومهده في ساحتهم وعند مسجدهم، وكلما جاء وفدٌ من قومها لينظروا إلى الطفل الذي يكلّم الناس وهو في المهد صبياً فيعيد لهم نفس ما أنطقه الله بالتعريف بشخصيّته يوم ميلاده:
 {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)} 
صدق الله العظيم [مريم].
وبما أنّه تكفل ببرائتها طيلة ذلك اليوم ولذلك قال:
 {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)}
 صدق الله العظيم، 
فمن ثمّ انطلقت به أمّه إلى دار أهلها وأرضعته ونشأ كما ينشأ الأطفال ولم يكلّف بالرسالة إلا في أُمّةٍ من جيل ولادته، ولذلك أيّده الله بمعجزات التصديق، وأمّا لو استمر يخاطب الناس وهو في المهد صبياً إذاً لا داعي لمعجزات التصديق أنّه رسولٌ من ربّ العالمين؛ بل المعجزات كون بعثه بالإنجيل في غير تلك الأمّة التي خاطبهم وهو في المهديّ صبياً إلا قليلاً منهم من أمدّ الله في عمره وصار شيبةً أو عجوزاً إن وجدوا.
والمهم؛ إنّ الله بعثه بعد بلوغه سنّ الرشد في أمّةٍ لم يكونوا حاضرين معه يوم كلّم الناس وهو في المهد صبياً،
 ولذلك أيّده الله بآيات التصديق ليعلموا أنّه رسولٌ من ربّ العالمين تصديقاً لما سمعوا به عنه من آبائهم أنّه كلّم الناس 
يوم ولادته وهو في المهد صبياً، فآمنت طائفةٌ من بني إسرائيل وكفرت طائفةٌ. 
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق